طور باحثون في بريطانيا لقاح الملاريا الأكثر فاعلية في العالم، ليصبح أول ما يحقق هدف الفعالية الذي حددته منظمة الصحة العالمية بنسبة 75٪.
وأبلغ باحثون من جامعة أكسفورد وشركاؤهم عن نتائج تجربة المرحلة الثانية «ب» من لقاح الملاريا المرشح، R21/Matrix-M، والذي أظهر فعالية بنسبة 77% على مدى 12 شهرا من المتابعة.
ويأملون في أن تتم الموافقة على استخدام اللقاح في غضون العامين المقبلين، بناء على السرعة والدروس المستفادة من خلال التطور السريع لتطعيمات «كوفيد-19».
وقاد أدريان هيل، مدير معهد Jenner وأستاذ علم اللقاحات بجامعة أكسفورد، أيضا البحث وراء لقاح أكسفورد/أسترازينيكا لفايروس كورونا.
وبصفته معدا مشاركا للورقة البحثية، قال: «مع التزام شريكنا التجاري، معهد سيروم في الهند، بتصنيع 200 مليون جرعة على الأقل سنويا في السنوات القادمة، يمكن للقاح أن يكون له صحة عامة كبيرة التأثير إذا تم الحصول على الترخيص».
وردا على سؤال حول مدى ثقته في إمكانية تكرار الفعالية في المرحلة التالية من التجربة، قال البروفيسور هيل، إن الباحثين «واثقون تماما».
وأضاف: «وجدنا نحن وآخرون أنه إذا تلقيت التطعيم قبل موسم الملاريا بقليل، فربما تحصل على تحسن بنسبة 10% أو شيء من هذا القبيل في الفعالية - لم يتم نشر هذا بعد ولكن سيتم إصداره قريبا من مجموعة أخرى».
وعندما سئل عما إذا كان هذا هو لقاح ملاريا الأكثر فعالية في العالم، قال البروفيسور هيل: «بمعنى أنه لا يوجد لقاح آخر لديه نقطة نهاية أولية مع فعالية تزيد على 75%، نعم. لذلك نحن متحمسون. ولكن كما تعلم، هناك مرحلة أخيرة من الاختبار يجب أن تمر بها».
وقال هيل إن الباحثين يأملون في الإبلاغ عن نتائج المرحلة النهائية من التجربة العام المقبل.
وأوضح: «قتلت الملاريا ما لا يقل عن أربعة أضعاف عدد الأشخاص في أفريقيا العام الماضي كما فعل كوفيد. ولم يتساءل أحد للحظة عما إذا كان يجب أن يكون لدى «كوفيد» مراجعة للاستخدام في حالات الطوارئ والترخيص في أفريقيا - بالطبع فعلت ذلك بسرعة كبيرة. فلماذا لا يتم إعطاء الأولوية لمرض يقتل أولا الأطفال بدلا من كبار السن، ويقتل بالتأكيد عددا هائلا من الأشخاص، للحصول على إذن الاستخدام الطارئ في أفريقيا؟».
وأضاف: «لم يطرح أحد هذا السؤال على الإطلاق قبل كوفيد، لكننا سنفعل ذلك، وقد فعلنا، ويبدو أن المنظمين مهتمون. وعادة ما يستغرق هذا من ثلاث إلى خمس سنوات لإجراء تجربة المرحلة الثالثة - في ذلك الوقت سيموت 300000 طفل في أفريقيا كل عام بسبب الملاريا. لماذا يجب أن يستغرق كل هذا الوقت؟».
ونُشر أول تقرير علمي عن لقاح الملاريا في عام 1910، وأجريت التجربة الأولى للقاح الملاريا في الأربعينيات من القرن الماضي، ودخل 140 لقاحا ضد الملاريا في الاختبارات السريرية.